منذ تقديم الجيل الأول من بورشه بوكستر
خلال العام 1996 وحتى نهاية العام 2011، حققت هذه الألمانية نجاحاً
ملحوظاً في الأسواق العالمية حيث أنتجت منها بورشه أكثر من 243 ألف نسخة
توزعت حول العالم. أما اليوم، فقد أطلت بوكستر علينا بجيلها الثالث وبحلَة
جديدة تتمحور حول وزن أكثر إنخفاضاً وخطوط خارجية تتباهى بعضلات مفتولة
وأداء أعلى يقترن مع فعالية في إستهلاك الوقود.
وقد شكَل التماسك
المتفوق للجيل السابق من بوكستر وخصائص القيادة الديناميكية الممتازة التي
تتمتع بها تحدياً كبيرة بالنسبة للفريق الذي عمل على تطوير الجيل الجديد من
السيارة، حيث توجب عليهم الإرتقاء بهذه المميزات الى آفاقٍ أبعد. لذا،
وبناءً على هذا الأمر، عمد مهندسو بورشه الى توفير جسم أطول بمقدار 32 ملم
مقابل تقليص المساحة بين المحور الأمامي الذي أصبح أعرض ومقدمة السيارة
بمقدار 27 ملم بهدف تعزيز الديناميكية علماً أنَ الواجهة الزجاجية الأمامية
أصبحت أقرب الى المقدمة، الأمر الذي عزز بدوره من الشخصية الرياضية
المحببة للسيارة
.
وتندمج
عناصر التصميم الجذاب لبوكستر مع فوائده الوظيفية بسلاسة كبيرة، حيث يبرز
هذا الأمر على سبيل المثال من خلال عاكس الهواء الخلفي الذي يساهم بتوليد
قوة دفع من أعلى الى أسفل تعزز من تماسك المحور الخلفي مع الطريق والذي
أصبح جزء لا يتجزأ من مؤخرة السيارة، علماً أنه أصبح يحتوي أيضاً على
مصابيح توقف اضافية تعمل بتقني أل أي دي.
وخلال تجربة القيادة التي
تمت بجزئها الاكبر فوق طرقات متعرجة، بدا لنا مدى التأثيرات الإيجابية
لتصميم السيارة الجديد حيث تمكَنت بوكستر من الإلتصاق بالطريق بشكلٍ دفعنا
الى الإقتراب من المنعطفات بسرعات عالية دون الخوف من فقدان التماسك جراء
القوة الهائلة التي تبلغ 315 حصان والتي يولدها محرك بوكستر أس المؤلف من
ستة أسطوانات مثبَتة بوضعية منبطحة سعة 3.4 ليتر مع حقن مباشر للوقود،
علماً بأن بوكستر أس تستطيع أن تنطلق من صفر الى سرعة 100 كلم/س في غضون
5.0 ثواني.
وقد
عززت بورشه الجيل الجديد من بوكستر بجسم خفيف الوزن وهيكل جديد، كما يعمل
نظام توجيهها الجديد المعزز بمساعد مقود كهروميكانيكي بالتناغم مع علبة
التروس القياسية اليدوية المؤلفة من ستة نسب أو علبة التروس الأوتوماتيكية
الإختيارية المؤلفة من سبعة نسب مع قابض فاصل مزدوج على توفير تجربة قيادة
ديناميكية ممتعة لكل من يجلس خلف مقودها بغض النظر عن المهارات التي يتمتع
بها هذا الاخير.
إنَ رياح التغيير التي عصفت ببوكستر الجديدة لم توفر
المقصورة الداخلية التي تم تحديثها بالكامل، بحيث أصبحت تتمتع بالمزيد من
الرحابة بالمقارنة مع الجيل السابق، كما أنها أصبحت توفر كونسول وسطي منحدر
مستمد من طراز كاريرا جي تي الرياضي الخارق وبلوحة قيادة عصرية تمتاز
بالعملانية. أما لتعزيز سحر القيادة الرياضية في الهواء الطلق، زوَدت بورشه
جديدتها هذه بسقف كهربائي مصنوع من القماش يمكن توضيبه بكل سرعة وسهولة في
الحيز المخصص له خلف المقصورة.
وبفضل النظام الذي يُطلق عليه الصانع
الألماني العريق تسمية 'أداء بورشه الذكي'، بات الجيل الجديد من بوكستر
يتمتع بفعالية أكبر في إستهلاك الوقود وبنسبة 15 بالمئة حيث يقل إستهلاك
السيارة للوقود عن حاجز الثمانية ليترات لكل 100 كلم بفارق كبير، كما تعززت
فعالية المحرك بفضل إعتماد إدارة حرارية وإسترجاع للطاقة الى النظام
الكهربائي، بالإضافة الى ميزة تشغيل/ إيقاف المحرك أوتوماتيكياً خلال
التوقف عند إشارات المرور.
وللمزيد من القيادة الديناميكية المعززة،
عمدت بورشه الى تزويد بوكستر وكتجهيز إضافي بحزمة سبورت كرونو التي باتت
تتضمن ركائز ديناميكية لعلبة التروس لأول مرة، هذا ويمكن طلب بوكستر
الجديدة بتقنية جديدة أخرى هي عبارة عن 'نظام بورشه لتوجيه عزم الدوران مع
قفل ميكانيكي للترس التفاضلي الخلفي.'
وفي
الختام، لا يسعنى سوى التأكيد على أنَ بورشه نجحت مع بوكستر الجديدة
بتوفير سيارة ترتكز على إرث بورشه العريق لتتوجه الى المستقبل بخطى ثابتة.
فعلى الرغم من الروحية الحديثة التي تسيطر على مختلف جوانب السيارة، فهي
تزخر أيضاً بالخصال الحميدة لإحدى أبرز السيارات الرياضية الكلاسيكية
الإسطورية التي حفرت اسم بورشه في وجدان عشاق السيارات الرياضية بحروف من
ذهب كطرازات 356 ، 550 سبايدر، 718 وطبعاً كاريرا 911.