الاثنين، 22 أكتوبر 2012

تجربة قيادة: شفروليه كمارو

يتمتع اسم  كمارو الأسطوري بشعبية كبيرة بين محبي السيارات الأميركية الرياضية، حيث يتنافس مع كل من فورد موستغ ودودج
شالنجر في فئة السيارات الأقرب الى قلوب محبي العضلات الميكانيكة الأميركية.
 وكمارو، التي قُدم الجيل الأول منها عام 1966 كرد على طراز موستنغ من فورد الذي عرف نجاحاً منقطع النظير آنذاك، تعيش اليوم بجيلها الخامس بعد مرور 45 سنة على ظهورها الأول، لتُجدد المنافسة في قطاع السيارات الأميركية الرياضية اثر النجاح الذي حققته موستنغ في السنوات الأخيرة، ولتؤكد شفروليه أنَ غريمي الماضي يتواجدان من جديد في ساحات المنافسة.

وعلى الرغم من أننا لم نختبر قيادة موستنغ بفئاتها الجديدة حتى الساعة لنحكم بين الإثنين، الا أنَ هذا الأمر لن يدوم طويلاً حيث سنتمكن قريباً من وضع يدنا على احدى طرازات موستنغ التي ستحتاج الى الكثير لتتمكن من مقارعة ما قامت به شفروليه مع كمارو التي أثارت الكثير من الإعجاب من خلال مشاركتها في أحداث فيلم المتحولون الذي، وان كان يُصنف في فئة الخيال العلمي، الا أنَ كامارو ليست مجرد خرافة فهي سيارة حقيقية ذات أداء عالي، وهذا ما إختبرناه على طرقات دبي خلال تجرتنا هذه.

وبالنسبة للشكل الخارجي للسيارة، فبمجرد نظرة سريعة اليها يمكن ملاحظة ذلك التناغم الكبير بين الماضي والمستقبل في خطوطها، حيث وإن كانت لا تزال تحمل العديد من لمحات السيارات الأميركية المفتولة العضلات بأكتافها العريضة المرتفعة في مقابل سقفها المنخفض ومقدمتها الهجومية وأيضاً مصابيحها الغاضبة، الا أنها تبدو بالتأكيد عصرية تتناسب مع القرن 21، خاصةً فيما يتعلق بعوادمها المزدوجة وعجلاتها الكبيرة المصنوعة من الألومنيوم قياس 20 إنش التي تتوفر قياسياً، فضلاً عن السمات المميزة التي تنفرد بها نسخة كمارو الخاصة بالعيد الـ 45 والتي تتمثل بالشرائط الحمراء والرمادية التي تُزيَن غطائي المحرك والصندوق الخلفي.
وفيما يتعلق بالمقصورة الداخلية، فهي تتمتع بجودة عالية، كما أنَ مكوناتها تأتي موضبة بعناية فائقة. أما بالنسبة للمساحة الداخلية، فلا مجال هنا لإنتقادها حيث أنها توفر ما يلزم من مساحة لإستيعاب السائقين بمختلف أحجامهم، كما أنَ إمكانية تعديل المقود بجميع الإتجاهات تسهل عملية البحث عن وضعية القيادة المثالية.
 وعلى غرار الخطوط الخارجية، فإنَ المقصورة تُعتبر بدورها مزيج بين القديم والجديد، فالعدادات المربَعة الكبيرة الموجودة خلف المقود، يُضاف اليها سلسلة من العدادات المربَعة أيضاً والتي تتخذ من الكونسول الوسطي مكاناً لها، تذكر بشكلٍ كبير بسيارات كمارو القديمة، ولكن على الرغم من هذا الأمر فإنَ المقصورة تتمتع بالعديد من التجهيزات العصرية كنظام تثبيت السرعة على الطرقات السريعة، وقارئ الأسطونات الذي يتسع لستة منها، بالإضافة الى امكانية تجهيز السيارة اختيارياً بجهاز بلوتوث ومقابص توصيل جهاز أي بود. أما بالنسبة للمقاعد الأمامية المكسوة بالجلد والتي تحمل شعار العيد الـ 45 للسيارة، فيمكن التحكم بها كهربائياً، كما أنها توفر الراحة والثبات لأجسام مستخدميها.
وبالنسبة للأداء، فإنَ ما توفره هذه النسخة الخاصة بالعيد الـ 45 لكمارو من أرقام تأتي مماثلة لما يتوفر لشقيقتها التي جربناها سابقاً مع 323 حصان تتوفر من خلال محرك يتألف من ستة أسطوانات سعة 3.6 ليتر معزز بتقنية الحقن المباشر للوقود التي تُحسَن عملية الإحتراق وتجعل التنفس أكثر فعالية وتقنية التوقيت المتفاوت للصمامات، حيث يدفعها الى سرعة 100 كلم/س من حالة التوقف التام في غضون 6.1 ثواني، فبمجرد الضغط على دواسة الوقود تنطلق كمارو بسرعة لتجد نفسك ملتصقاً بمقعدك فيما الصوت القادم من عوادم السيارة يكاد يصم آذانك. أما اذا كنت تتحلى بالشجاعة الكافية – التي يجب عليك أن تملكها اذا ما قررت شراء هكذا سيارة – فما عليك الا أن توقف عمل جهاز التحكم بالتماسك لتُطلق العنان للعجلات النارية وتنطلق وسط سحابة من الدخان.
 وعادةً، فإنَ ما يُقلق في السيارات الأميركية القويَة هو أنها مبسطة ميكانيكياً مما يعني أنها تتمتع بقوة هائلة تسمح لها بتحقيق سرعات عالية على الطرق المستقيمة، الا أنها تكون مرعبة خلال دخولها في المنعطفات بسبب تماسكها الضعيف، هذه الحالة لا تنطبق على كمارو المجهزة بنظام ستابيلي تراك فهي، وعلى الرغم من أنها ليست كالسيارات التي تندفع بالعجلات الأربعة من حيث التماسك، الا أنها ومع تعليقها المستقل لكل عجلة من العجلات الأربعة تؤمَن تماسك لا غبار عليه دون أن يؤثر هذا الأمر على راحة التعليق. فخلال تجربتنا التي امتدت لكيلومترات و كيلومترات، لم نشعر ولا بأي لحظة بشيءٍ من قلَة الراحة، فبإمكانك حقاً أن تقود السيارة لمسافات طويلة دون الخوف من أن تعاني من آلام الظهر.

إذا أعجبك الموضوع كل ما اوده منك هو نشره عبر أدوات المواقع الاجتماعية فيس بوك وتويتر و +1

Related Posts Plugin for WordPress, Blogger...